newsare.net
تتجاوز هدنة غزة حدود الجغرافيا الفلسطينية لتتحول إلى اختبار سياسي واسع لمستقبل الشرق الأوسط، حيث تتقاطع فيها حسابات واشنطن الانتخابية، وطموسلام على الحافة.. هدنة غزة تفتح سباق النفوذ الإقليمي
تتجاوز هدنة غزة حدود الجغرافيا الفلسطينية لتتحول إلى اختبار سياسي واسع لمستقبل الشرق الأوسط، حيث تتقاطع فيها حسابات واشنطن الانتخابية، وطموحات تل أبيب الأمنية، والمواقف العربية الساعية إلى ترسيخ معادلة سلام مستدامة لا يُبنى على الأنقاض. في هذا السياق، ناقشت «غرفة الأخبار» على سكاي نيوز عربية، بمشاركة الإعلامي المتخصص في الشأن الفلسطيني وائل محمود، والباحث السياسي عبدالله الجنيد، ومدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية توم حرب، ورئيس مركز صفدي للدبلوماسية الدولية والأبحاث مندي صفدي، كيف يمكن أن تتحول الهدنة من إجراء تكتيكي إلى مدخل لإعادة صياغة النظام الإقليمي. هدنة مشروطة ومقاربة أميركية حذرة يرى الإعلامي وائل محمود أن إدارة ترامب تسعى لتثبيت الهدنة كمنصة لإطلاق مشروع سياسي أوسع، لكنه «سلام مشروط بشروط القوة الأميركية»، وفق تعبيره. وقال محمود لسكاي نيوز عربية إن «ترامب ماضٍ في إدارة الملف بنفسه عبر كوشنر وويتكوف، وكأنه يمسك بزمام الميدان من داخل إسرائيل»، مشيراً إلى أن «البيت الأبيض يرى في الهدنة فرصة لإظهار فعالية السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، مقابل غياب أوروبي شبه كامل». وأضاف أن «نتنياهو يتعامل مع الهدنة كغطاء مؤقت، لا كمدخل للسلام»، لافتاً إلى أن «هذا التناقض بين الموقفين الأميركي والإسرائيلي قد يعيد خلط الأوراق داخل المعسكر الغربي نفسه». سلام مصلحي بنكهة انتخابية الكاتب والباحث السياسي عبدالله الجنيد وصف التحرك الأميركي بأنه «سلام مصلحي بواجهة دولية»، موضحاً أن ترامب يوظف نجاحه في غزة كورقة انتخابية داخلية. وقال الجنيد لسكاي نيوز عربية إن «الولايات المتحدة لا تبحث عن تسوية عادلة بقدر ما تريد تثبيت نفوذها السياسي والاقتصادي في المنطقة»، مشدداً على أن «السلام الحقيقي لن يولد من مصالح انتخابية عابرة، بل من توازن قوى يعترف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة». أما توم حرب، مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية، فاعتبر أن «نجاح أي اتفاق في غزة لن يتحقق دون مظلة عربية قوية»، مؤكداً أن «الإدارة الأميركية تدرك أهمية إشراك الدول العربية المعتدلة في ضبط المشهد الأمني». وأوضح أن «الفوضى المسلحة في غزة ولبنان تمثل العقبة الأكبر أمام أي تسوية»، داعياً إلى «تحالف عربي منظم يوازي الناتو لضبط السلاح المنفلت وإنهاء التمرد المسلح في المنطقة». وفي المقابل، شدد رئيس مركز صفدي للدبلوماسية الدولية مندي صفدي على أن «إسرائيل لا ترفض السلام لكنها ترفض المقايضة على أمنها»، مضيفاً في حديثه لسكاي نيوز عربية أن «القانون الخاص بضم الأراضي الفلسطينية ما زال في مراحله الأولى، ولن يقرّ قبل الانتخابات»، في إشارة إلى الجدل الذي أثاره داخل الكنيست. وأكد صفدي أن «إسرائيل والولايات المتحدة تعملان وفق خريطة اتفاقات أبراهام، التي أثبتت أن الأمن والاقتصاد يمكن أن يتقدما على النزاعات الأيديولوجية». الإمارات.. التوازن بين الواقعية والمبدأ أجمع الضيوف على أن الموقف الإماراتي الرافض لضم الأراضي الفلسطينية، والمتمسك بحل الدولتين، يشكل ركيزة توازن في مقاربة السلام الجديدة. وقال وائل محمود إن «أبوظبي تُقدّم نموذجاً واقعياً في دعم السلام من دون التنازل عن الثوابت»، بينما أشار الجنيد إلى أن «هذا الموقف العربي المتماسك هو ما يمنح مشروع الهدنة فرصة للتحول إلى معادلة استقرار إقليمي طويل الأمد». وبينما تراهن واشنطن على تسوية محسوبة، وتصر تل أبيب على ضمان أمنها أولاً، يبقى السؤال مفتوحاً: هل يمكن أن تتحول هدنة غزة إلى أول خيط في نسيج سلام شامل، أم أنها مجرد هدنة جديدة في سلسلة أزمات لا تنتهي؟. Read more