newsare.net
صلاح سلام -أهمية خطوة الذهاب إلى المفاوضات التي أعلنها الرئيس جوزاف عون، ليست في توقيتها ولا في جرأتها وحسب، بل، ولعل هذا الأهم، بتجسيدها وحدالمفاوضات أجدى.. أم حرب ثانية؟
صلاح سلام -أهمية خطوة الذهاب إلى المفاوضات التي أعلنها الرئيس جوزاف عون، ليست في توقيتها ولا في جرأتها وحسب، بل، ولعل هذا الأهم، بتجسيدها وحدة موقف نادرة لأطراف السلطة في لبنان، وبالتالي تحصينها بتغطية سياسية رسمية شاملة، حرص البيان الرئاسي على إبرازها، بالتأكيد على التشاور مع الرئيسين نبيه برّي ونواف سلام في إتخاذ هذا القرار. الإجماع الرئاسي أدّى إلى تجاوز السجالات العقيمة التي سادت في الأسابيع الأخيرة التي أعقبت خطاب رئيس الجمهورية في عيد الإستقلال، الذي تضمن إستعداد لبنان للذهاب إلى المفاوضات، والذي أشعل موجات من الإنتقادات تارة، وألهب نقاشات حول نوع المفاوضات: مباشرة أم غير مباشرة تارات أخرى.وإذا اعتبرنا أن رفض حزب لله لمبدأ المفاوضات من أساسه، كان متوقعاً وليس مفاجئاً، يمكن القول أن وحدة الموقف في قمة هرم السلطة، إنعكس إيجاباً على المستوى السياسي والشعبي، حيث سارعت مختلف القوى السياسية إلى إعلان تأييدها «القرار الشجاع». في حين لم يكن مطلوباً من «حركة أمل» مجاراة الأطراف السياسية والحزبية الأخرى في إعلان موقفها المؤيد، لأن موافقة الرئيس نبيه برّي المسبقة كانت كافية للقول أن الطرف السياسي في الثنائي الشيعي ليس بعيداً عن أجواء رفع مستوى التفاوض في إطار الميكانيزم، كما إشترط الرئيس بري، وتعيين الديبلوماسي السابق سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني.ومن المرجح أن يعلن اليوم الأمين العام لحزب لله الشيخ نعيم قاسم رفض الحزب لخطوة التفاوض، على إعتبار أن المسألة لم تأخذ بالإعتبار ضرورة وقف الغارات المعادية اليومية، والتي شهدت مناطق جنوبية عدة أمس بعض فصولها. الأمر الذي يطرح سؤالاً ملحاً : ماذا كان يمكن للجانب اللبناني أن يفعل للجم إندفاعة العدو الإسرائيلي إلى حرب ثانية خلال سنة واحدة فقط، فيما الضغوط الأميركية والأوروبية والعربية تتوالى على لبنان، للخروج من دائرة التردد والمماطلة، والإقدام على خطوة تسحب ذريعة حرب جديدة يعدُّ لها نتنياهو للهروب من مشاكله الداخلية، وفي مقدمتها الخضوع لمحاكمته، بعد تعاظم المعارضة الداخلية لمنحه عفواً رئاسياً، بحجة قيامه بدور «البطل» في حماية الدولة العبرية من جيرانها في غزة ولبنان وسوريا. وثمة من يتساءل أيضاً: أيهما الأفضل للبنان عامة، ولبيئة حزب لله خاصة، القيام بـ«مناورة المفاوضات» وإحراج العدو الإسرائيلي أمام واشنطن وعواصم القرار، أم التصلب في سياسة الرفض المعروفة، وإعطاء نتنياهو فرصة النجاة من ملاحقات المحكمة وإنقاذ مستقبله السياسي، فضلاً عما سيصيب البلد من عزلة متزايدة في الخارج، والمزيد من خسائر في البشر والحجر، وتهديم مناطق وقرى أخرى، وتهديد البنى التحتية المستنزفة أصلاً؟ أهلنا في الجنوب والبقاع، شيبةً وشباباً، رجالاً ونساءً وأطفالاً، هم من صميم هذا الشعب الطيب، والصابر على أزماته ونكباته، لا يجوز أن نعرضهم لمحن جديدة من التدمير والتهجير، مهما كانت الشعارات والمبررات. Read more











