صناعة البتروكيماويات ورقة استراتيجية من أوراق قوة إيران
هذه الصناعة باتت اليوم تمثل 30% من صادرات إيران غير النفطية، مع قدرة إنتاجية سنوية تزيد عن 96 مليون طن وإيرادات تفوق 23 مليار دولار.. وقرابة 560 نوعا من المنتجات البتروكيماوية يتم تصديرها إلى خمس قارات.
وتمثل صناعة البتروكيميات في إيران قطاعاً ذو أهمية استراتيجية عالية، لاسيما في ظل الحظر الغربي المفروض على صادرات النفط الخام الإيراني.
تهدف إيران إلى زيادة القيمة المضافة من خلال تحويل الغاز والمكثفات إلى منتجات كيميائية وسلع نهائية بدل تصديرها كمادة خام فقط.
وتلعب هذه الصناعة أيضاً دوراً بارزاً في تأمين العملة الصعبة وتنويع مصادر الدخل بعيدا عن تصدير النفط الخام.
وأفادت تقارير أن الصادرات البتروكيميائية الإيرانية شكلت جزءاً مهماً من الإيرادات الأجنبية في السنوات الأخيرة وتعد هذه الصناعة من الدعائم الرئيسية للاقتصاد الإيراني المعاصر، خاصة في ظل الضغوط على قطاع النفط الخام.
ومع ذلك فإن تحقيق كامل إمكاناتها يتطلب معالجة التحديات التشغيلية والبنيوية، فضلا عن التوسع في المنتجات والأسواق.
إذا دارت عجلة التوسعة كما هو مخطط فإن إيران قد تغير ملامح موقعها في سوق البتروكيميائيات الإقليمي والدولي خلال السنوات القليلة المقبلة، فقد وصل حجم إنتاج مصانع البتروكيميائيات الإيرانية عام 2024 إلى أكثر من 96 مليون طن بزيادة قدرها نحو 3.5% عن نفس الفترة من العام السابق.
واستضافت هذه الحلقة من برنامج "أوراق القوة" د.حميد حسيني المتحدث باسم اتحاد مصدري النفط والغاز والمنتجات البتروكيماوية الإيرانية.. وكان لقناة العالم معه هذا الحوار:
العالم: مسؤولون إيرانيون قالوا إن عام 2025 سيكون العام الأكثر ازدهارا في صناعات البتروكيماويات، وذلك بسبب ما قالوها إننا أمام تدشين 15 مشروعا جديدا وبقفزة إنتاجية بين 9 و 10 مليون طن.. هل كان هذا العام كذلك؟
د.حميد حسيني: الحقيقة أن أحد إمكانيات إيران العظيمة في مجال البتروكيماويات هو استثمارها في هذه الصناعة العملاقة، إحدى أكثر القرارات تألقا التي اتخذتها البلاد كان الاستثمار في هذه الصناعة.
لكي تتمكن دولة ما من أن تكون لها كلمة في مجال البتروكيماويات على مستوى العالم يجب أولا أن تتوفر لديها المواد الخام، نحن من بين الدول القليلة التي تمتلك جميع المواد الخام اللازمة لصناعة البتروكيماويات، تحتاج هذه الصناعة إلى الغاز أو النفط أو المكثفات الغازية، وتحتاج إلى غاز إل بي جي أو الغاز السائل، وهذا يعني أنك يمكنك فصل البروبان والبوتان وتحويلهما إلى مواد خام، لدينا جميع المواد الخام في إيران، قلة من الدول في المنطقة تتمتع بهذه الميزة، على سبيل المثال السعودية تملك النفط لكنها لا تملك الغاز، العديد من دول المنطقة إما تمتلك النفط أو تمتلك الغاز، نحن دولة نمتلك كليهما.
صناعة البتروكيماويات تحتاج إلى عدة عوامل أساسية، تحتاج إلى قوة عاملة متخصصة، فهي في النهاية صناعة قائمة على المعرفة، وعموما هي صناعة ذات تكنولوجيا متطورة وتحتاج إلى القوى البشرية المتخصصة، إيران لديها وفرة من القوى العاملة الشابة المتعلمة.
الشيء الثالث الذي يحتاجه هذا القطاع هو أن تكون مصانعه بجوار مصادر المياه لأنه بحاجة إلى الماء لتبريد المعدات، عندما تعمل في مجال البتروكيماويات يجب أن تكون قادرا على تبريد الأنظمة، وقد تمكنا في عسلوية وماهشهر ومكران وفي جميع المناطق من إقامة مجتمعات بتروكيماوية قرب المياه.
الشيء الرابع الذي نحتاجه هو السوق.. السوق مهمة جدا، تحتاج في التنمية إلى سوق، ونحن في آسيا وهي أكبر سوق للمنتجات البتروكيمياوية، حاليا لدينا طاقة استيعابية تصل إلى 97 مليون طن لإنتاج المواد البتروكيمياوية، لكن هذا الرقم لا يعني اننا يمكننا توفير 97 مليون طن منها في السوق، يجب أن يتم تبادل هذا بين الوحدات البتروكيمياوية كمواد خام، في العالم النسبة عادة ما تكون واحد إلى ثلاثة، ما يعني أنه اذا كانت القدرة 90 مليون طن فإن المنتج النهائي سيكون حوالي 30 مليون طن، ويعتمد ذلك على مدى التطور التكنولوجي في خط إنتاج البتروكيماويات، لا يمكننا استغلال كل هذه الـ97 مليون طن، حيث تبلغ قدرتنا الحالية نحو 72 مليون طن، بعض الوحدات لا تعمل بسبب نقص المواد الأولية أو هي في مرحلة التحضير، من بين هذه الـ72 مليون طن المنتج النهائي المتاح في السوق يبلغ حوالي 38 مليون طن، نحن نحتل المرتبة الثانية في القدرة على إنتاج البتروكيماويات في الشرق الأوسط.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..